السادس من اكتوبر ...ومولد سيدى الوطنى


وبدأ مولد سيدى الوطنى وهو- لمن لا يعرف- أكبر مولد فى مصر وعلى عكس مولد السيد البدوى وسيدى الدسوقى فإن مولد الوطنى ليس له موعد، فمرة يقام بمناسبة الانتخابات ومرة بمناسبة المؤتمرات .. تختلف المناسبات والمولد واحد ، نفس البذخ وضجة الإعلام وكاميرات يمسكها أغبياء يصورون بها شيوخ الطريقة الحكومية. ثم يطل علينا الولى بطلعته الكئيبة ووجهه الذى تحلل ليخطب فينا ويهلل ويثير فينا العجب: سبحان من يحيى العظام وهى رميم !!

مولد سيدى الوطنى هو المناسبة التى تأكل فيها الحكومة بعقول الشعب حلاوة ويخرج منها الفقراء بلا حمص. إنه الاحتفال الذى يعدنا فيه شيخ المنصر- عفوا- شيخ الطريقة بمفاعلات نووية تكلفتها مليارات ونحن لا نجد ما نأكله فنصفق من الغيظ حتى تدمى أكفنا.

مولد سيدى الوطنى هو المولد الوحيد الذى يلتقى فيه كهنة الطريقة مع أشبالها. هؤلاء الشيوخ الذين بلغوا من العمر أرذله والذين برعوا فى تجارة الكذب وبيع الأوهام- وقت أن كان لدى السياسيين شيئا من حمرة الخجل تدفعهم لمداراة فسادهم بالكذب- جالسون كالمومياوات يسبحون بحمد الرجل الكبير و يشعلون بخور النفاق، بعضهم صار كتمائم الحظ مجرد "بركة" ليس أكثر.

أما الأضواء الكاشفة فمسلطة على وجوه الصغار.. إنهم اكثر وقاحة.. لا يخافون ولا يختشون ، فى عيونهم بريق النهم، يخيل إلى المرء أن عباءة أحدهم قد حيكت من ذهب ومرمر وهو يجلس كالنمرود منتفخ الأوداج وقد أضاف لحريمه امرأة جديدة كتب لها مؤخرا ربع مليار تقطر دما.. ربع مليار كانت لتزوج ملايين الشباب والفتيات ممن لا يجدون إلى الزواج سبيلا. ولكن هيهات أن يلين قلب من احتكر ثرواتنا واحتقر أحلامنا.

وعلى حصان خشبى يدخل الولى المنتظر.. صغير أبله، سعيد بعباءة الولى تلك التى لن يملاها أبدا وإن نفخوه هواءا ورياءا. يدخل وفى يده سيف محنى يسلطه على رقابنا فلا هو يقتلنا ولا هو يريحنا من كمد الانحناء.

يتحلقون جميعا حول الضريح كضباع جائعة تنتظر الفرائس.. جعلوا أوطاننا أضرحة وجلسوا يوزعون علينا لحوما اقتطعوها من أجسادنا، ويشعلون شموعا من عذابنا ليطفئوها فى أعيننا ويذبحون ألسنتنا على أعتاب سيدنا الولى.

و لم الانتظار ؟ إلى متى سنظل قابعين بالأضرحة مسجونين فيها ؟ إلى متى سنتركهم فى طغيانهم يعمهون ؟ أقوات أولادنا فى أيدى مجاذيبه فما الذى يمنعنا أن ننتزعها منهم ولماذا السكوت وقد وجب الكلام؟

اللهم أحيي قلوبنا بعد إذ أماتوها وأعن الدراويش فى نضالهم ضد الولى.. وآخر دعواى أن اللهم أمت الوطنى ليحيا الوطن.

No comments: