...التعذيب إشتقاق حديث تقابله ثلاثة إصطلاحات قديمة : العذاب والبسط والمُثلة . وقد استعمل الأولان في العصور الإسلامية بمعنى واحد يشير إلى إيلام الأسير أو المتهم على سبيل الإنتقام أو الحصول منه على الإعتراف بشيء ما . ومعنى البسط هنا بحسب الباحث العراقي الراحل" هادي العلوي " يتعدى عبارة (عليه) وهو بهذا المعنى مستعمل في دارجة بغداد ولكن متعدياً بنفسه فيقال : بسطه / بمعنى ضربه ، والمبسوط هو المضروب ، خلافاً للمراد منه في بعض اللهجات العربية الأخرى حيث يعني المبسوط المستريح والمسرور ، وهو إشتقاق من معنى الإنبساط يعني الإنشراح ، أما المثلة فهي تشويه الشخص حياً لأو ميتاً . ويقول الباحث العراقي " عبود الشالجي " : العذاب شعبة من شعب الظلم ، والظلم في اللغة : وضع الشيء في غير موضعه ، وفي الإصطلاح : إيذاء الناس وانتقاص حقوقهم وهو خلاف التقوى التي هي مخافة الله ، والعمل بطاعته . ويضيف الباحث : الضرب أقدم ألوان العذاب التي مارسها الإنسان ، ويتعذر على المؤرخ إحصاء ما ورد عن هذا اللون من العذاب ، وكان الضرب يمارس من أجل الإهانة والإيلام ، كما كان يمارس من أجل القتل ، وكان يمارس عذاباً أصلياً ، كما كان يمارس عقاباً إضافياً ، يقرن إلى الحبس ، أو قطع الأطراف ، أو غير ذلك من ألوان العذاب . التعذيب في اللغات اللاتينية ، إشتقاق من " السؤال " ، مَن؟ لماذا؟ كيف؟ متى ؟ أين ؟ . وفي الغالب يصاحب هذه الأسئلة التعذيب الجسدي ، ويخضع المُحَقَق معه بالتالي إلى الضرب والإذلال الجسدي بغية إستنطاقه وإجباره على الإعتراف .ويلخص الباحثون والفلاسفة الغربيون أهداف التعذيب في النقاط التاليه :1/ الحصول على الإعتراف أو المعلومات2/ تحطيم الفرد جسدياً ونفسياً3/ إرهاب الناس أو مجموعات إجتماعية 4/ زرع الخوف 5/ العقاب ويتم إخضاع " المحَقَق معه " إلى سلسلة من إجرائات التعذيب بغية تفكيك منظومة المقاومة الجسدية والنفسية لديه ، ليس من أجل الإعتراف أو الحصول على المعلومات فحسب ، إنما الهدف الأساسي هو العقاب ثم الترهيب والإذلال .وفي البلدان الديكتاتورية والشمولية العسكرية كعراق عهد صدام وسوريا ومصر والمغرب والجزائر وتركيا وبلدان جنوب أمريكا وبلدان أُخرى يأخذ التعذيب صيغة جماعية وتتعرض مجموعات إجتماعية او سياسية مغايرة مع السلطة السياسية السائدة إلى الإرهاب والتعذيب الجسدي والنفسي . في المجتمعات الإسلامية ، يستنتج ان هناك إرث لغوي وسياسي وديني وإصطلاحي غني حول التعذيب الذي طالما ارتسم ليس علي الجسد وحده ، بل أخذ يشمل جميع المستويات التي تمس الإنسان وكرامته وحريته وحقوقه في المحافظة والدفاع عن الذات . فالعذاب في الثقافة العربية والإسلامية وفقاً لعبود الشالجي يتجاوز صيغة السؤال أو المسائلة والتحقيق ويشمل بالتالي جميع الصيغ " الفعلية " والكلامية التي تهين الإنسان . فالشتائم والمسبات والتحقير والتصغير والإهانة والرذالة والمعايرة بالعاهات والأبوين وإطلاق صفات الزنديق والكافر أو عدو الله ، تدخل كل هذه المفردات في قاموس العذاب ذلك انها تقلل من إنسانية الإنسان .أما التعذيب الجسدي ، فهو شكل مُمارَس من أجل الموت في الغالب وأُستخدم فيه وسائل خارج المخيلة الإنسانية ، سواء على مستوى المكان (السجون ) أو المستويات الأُخرى المتعلقة بالضرب أو التعذيب حتى الموت ، أو تصوير الموت فيه . بغية إلقاء الضوء على التعذيب
مفهوم التعذيب
...التعذيب إشتقاق حديث تقابله ثلاثة إصطلاحات قديمة : العذاب والبسط والمُثلة . وقد استعمل الأولان في العصور الإسلامية بمعنى واحد يشير إلى إيلام الأسير أو المتهم على سبيل الإنتقام أو الحصول منه على الإعتراف بشيء ما . ومعنى البسط هنا بحسب الباحث العراقي الراحل" هادي العلوي " يتعدى عبارة (عليه) وهو بهذا المعنى مستعمل في دارجة بغداد ولكن متعدياً بنفسه فيقال : بسطه / بمعنى ضربه ، والمبسوط هو المضروب ، خلافاً للمراد منه في بعض اللهجات العربية الأخرى حيث يعني المبسوط المستريح والمسرور ، وهو إشتقاق من معنى الإنبساط يعني الإنشراح ، أما المثلة فهي تشويه الشخص حياً لأو ميتاً . ويقول الباحث العراقي " عبود الشالجي " : العذاب شعبة من شعب الظلم ، والظلم في اللغة : وضع الشيء في غير موضعه ، وفي الإصطلاح : إيذاء الناس وانتقاص حقوقهم وهو خلاف التقوى التي هي مخافة الله ، والعمل بطاعته . ويضيف الباحث : الضرب أقدم ألوان العذاب التي مارسها الإنسان ، ويتعذر على المؤرخ إحصاء ما ورد عن هذا اللون من العذاب ، وكان الضرب يمارس من أجل الإهانة والإيلام ، كما كان يمارس من أجل القتل ، وكان يمارس عذاباً أصلياً ، كما كان يمارس عقاباً إضافياً ، يقرن إلى الحبس ، أو قطع الأطراف ، أو غير ذلك من ألوان العذاب . التعذيب في اللغات اللاتينية ، إشتقاق من " السؤال " ، مَن؟ لماذا؟ كيف؟ متى ؟ أين ؟ . وفي الغالب يصاحب هذه الأسئلة التعذيب الجسدي ، ويخضع المُحَقَق معه بالتالي إلى الضرب والإذلال الجسدي بغية إستنطاقه وإجباره على الإعتراف .ويلخص الباحثون والفلاسفة الغربيون أهداف التعذيب في النقاط التاليه :1/ الحصول على الإعتراف أو المعلومات2/ تحطيم الفرد جسدياً ونفسياً3/ إرهاب الناس أو مجموعات إجتماعية 4/ زرع الخوف 5/ العقاب ويتم إخضاع " المحَقَق معه " إلى سلسلة من إجرائات التعذيب بغية تفكيك منظومة المقاومة الجسدية والنفسية لديه ، ليس من أجل الإعتراف أو الحصول على المعلومات فحسب ، إنما الهدف الأساسي هو العقاب ثم الترهيب والإذلال .وفي البلدان الديكتاتورية والشمولية العسكرية كعراق عهد صدام وسوريا ومصر والمغرب والجزائر وتركيا وبلدان جنوب أمريكا وبلدان أُخرى يأخذ التعذيب صيغة جماعية وتتعرض مجموعات إجتماعية او سياسية مغايرة مع السلطة السياسية السائدة إلى الإرهاب والتعذيب الجسدي والنفسي . في المجتمعات الإسلامية ، يستنتج ان هناك إرث لغوي وسياسي وديني وإصطلاحي غني حول التعذيب الذي طالما ارتسم ليس علي الجسد وحده ، بل أخذ يشمل جميع المستويات التي تمس الإنسان وكرامته وحريته وحقوقه في المحافظة والدفاع عن الذات . فالعذاب في الثقافة العربية والإسلامية وفقاً لعبود الشالجي يتجاوز صيغة السؤال أو المسائلة والتحقيق ويشمل بالتالي جميع الصيغ " الفعلية " والكلامية التي تهين الإنسان . فالشتائم والمسبات والتحقير والتصغير والإهانة والرذالة والمعايرة بالعاهات والأبوين وإطلاق صفات الزنديق والكافر أو عدو الله ، تدخل كل هذه المفردات في قاموس العذاب ذلك انها تقلل من إنسانية الإنسان .أما التعذيب الجسدي ، فهو شكل مُمارَس من أجل الموت في الغالب وأُستخدم فيه وسائل خارج المخيلة الإنسانية ، سواء على مستوى المكان (السجون ) أو المستويات الأُخرى المتعلقة بالضرب أو التعذيب حتى الموت ، أو تصوير الموت فيه . بغية إلقاء الضوء على التعذيب
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment